فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (49)

{ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 49 ) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 50 ) وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( 51 ) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ( 52 ) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ( 53 ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ( 54 ) }

ثم أمر الله سبحانه نبيه أن يقول لهم قولا يظهر به عجزهم فقال : { قل } لهم يا محمد إذا لم تؤمنوا بهذين الكتابين وقلتم فيهما ما قلتم "

{ فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما } أي : من التوراة والقرآن وأوضح وأبين في هداية الخلق { أتبعه } جواب الأمر ، وقد جزمه جمهور القراء لذلك . وقرئ بالرفع على الاستئناف . أي : فإن أتيتم به فأنا أتبعه وقال الفراء : إنه على هذه القراءة صفة الكتاب .

وفي هذا الكلام تهكم بهم وفيه أيضا دليل على أن قراءة الكوفيين أقوى من قراءة الجمهور ، لأنه رجع الكلام إلى الكتابين لا إلى الرسولين { إن كنتم صادقين } فيما وصفتم به الرسولين أو الكتابين .