تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (49)

[ الآية 49 ] وقوله{[15405]} تعالى : { قل } يا محمد لقريش أهل مكة { قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما } من التوراة والإنجيل على اختلاف ما قالوا { أتبعه إن كنتم صادقين } في زعمكم أنهما ساحران تظاهرا وأنه مفترى . ائتوا أنتم من عند الله بكتاب أتبعه . إلى هذا ذهب أهل التأويل .

ووجه آخر يشبه أن يكون أقرب منه ، وهو أن قوله : { فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه } [ أي ائتوا بكتاب ]{[15406]} من عند الله أمركم{[15407]} بعبادة الأصنام والأوثان ، لأنهم كانوا يعبدون الأصنام دون الله ، ويقولون : الله أمرهم بذلك { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18 ] وإن عبادتهم تقربهم { إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] ونحوه من الكلام .

فيكون{[15408]} ، والله أعلم { فأتوا بكتاب من عند الله } أنه أمركم بذلك { هو أهدى منهما } أي أبين منهما ، وأوضح من هذين ، لأن هذين إنما جاءا بنهي عبادة غير الله ؛ منعها دونه . يقول : ائتوا بكتاب ، هو أهدى وأبين مما جاء فيه من هذين { إن كنتم صادقين } أن الله أمركم بذلك ، وتكون عبادتكم إياها على ما تزعمون . هذا جزاء أن يكون أقرب من الأول والله أعلم .


[15405]:- في الأصل وم: ثم قال.
[15406]:- من م، في الأصل: الكتاب.
[15407]:- أدرج قبلها في الأصل وم: أنه.
[15408]:- في الأصل وم: فيقول.