تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

{ و } سخر { الطَّيْرَ مَحْشُورَةً } معه مجموعة { كُلٌّ } من الجبال والطير ، لله تعالى { أَوَّابٌ } امتثالا لقوله تعالى : { يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ } فهذه مِنَّةُ اللّه عليه بالعبادة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

وقوله : ( والطّيْرَ مَحْشُورَةً ) : يقول تعالى ذكره : وسخرنا الطير يسبحن معه محشورة بمعنى : مجموعة له ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سبح أجابته الجبال ، واجتمعت إليه الطير ، فسبحت معه واجتماعها إليه كان حشرها . وقد ذكرنا أقوال أهل التأويل في معنى الحشر فيما مضى ، فكرهنا إعادته . وكان قتادة يقول في ذلك في هذا الموضع كما حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( والطّيْرَ مَحْشُورَةً ) : مسخّرة .

وقوله : ( كُلّ لَهُ أوّابٌ ) : يقول : كل ذلك له مطيع رجّاع إلى طاعته وأمره . ويعني بالكلّ : كلّ الطير . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( كُلّ لَهُ أوّابٌ ) : أي مطيع .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( والطّيْرَ مَحْشُورَةً كُلّ لَهُ أوّابٌ )قال : كلّ له مطيع .

وقال آخرون : معنى ذلك : كل ذلك لله مسبّح . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قوله : ( والطّيْر مَحْشُورَةً كُلّ لَهُ أوّابٌ ) : يقول : مسبّح لله .