تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ْ } أي : مهما تمنته أنفسهم وتعلقت به إرادتهم حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها ، فلا يمكن أن يطلبوا نوعا من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح ، إلا وهو حاضر لديهم ، ولهذا يعطي الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه ، حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم .

فتبارك الذي لا نهاية لكرمه ، ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته ، وصفات أفعاله وآثار تلك النعوت ، وعظمة الملك والملكوت ، { كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ْ } لسخط الله وعذابه بأداء ما أوجبه عليهم من الفروض والواجبات المتعلقة بالقلب والبدن واللسان من حقه وحق عباده ، وترك ما نهاهم الله عنه .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

ثم وصف - سبحانه - ما أعده لهم من نعيم فقال : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } .

والعدن : الإِقامة الدائمة : يقال : عدن فلان ببلد كذا ، إذا توطن فيه وأقام دون أن يبرحه أى : لهؤلاء المتقين : جنات دائمة باقية ، يدخلونها بسرور وحبور ، تجرى من تحتها بساتينها وأشجارها الأنهار .

{ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤونَ } مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين { كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ } أى : مثل هذا الجزاء الحسن ، يجزى الله - تعالى - عباده المتقين ، الذين جنبوا أنفسهم ما لا يرضيه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

وقوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ } بدل من [ قوله ]{[16411]} : { دَارُ الْمُتَّقِينَ } أي : لهم في [ الدار ]{[16412]} الآخرة { جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي : إقامة{[16413]} يدخلونها { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ } أي : بين أشجارها وقصورها ، { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ } كما قال تعالى : { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ{[16414]} الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ الزخرف : 71 ] ، وفي الحديث : " إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم{[16415]} ، فلا يشتهي أحد منهم شيئًا إلا أمطرته عليهم ، حتى إن منهم لمن يقول : أمطرينا كواعب أترابًا ، فيكون ذلك{[16416]} " {[16417]} .

{ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ } أي : كذلك{[16418]} يجزي الله كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله .


[16411]:زيادة من أ.
[16412]:زيادة من ف، أ.
[16413]:في أ: "مقامة".
[16414]:في ت، أ: "تشتهي" وهو خطأ.
[16415]:في أ: "سرائرهم".
[16416]:في ف: "كذلك".
[16417]:رواه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وسيأتي بإسناده عند تفسير الآية: 33 من سورة النبأ.
[16418]:في ف، أ: "هكذا".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

وقوله : { جنات عدن } خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون المخصوص بالمدح . { يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون } من أنواع المشتهيات ، وفي تقديم الظرف تنبيه على أن الإنسان لا يجد جميع ما يريده إلا في الجنة . { كذلك يجزي الله المتقين } مثل هذا الجزاء يجزيهم وهو يؤيد الوجه الأول .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

{ جنات عدن } يحتمل أن يرتفع على خبر ابتداء مضمر بتقدير هي جنات عدن ، ويحتمل أن يرتفع بقوله { ولنعم دار المتقين } [ النحل : 30 ] { جنات عدن } ويحتمل أن يكون التقدير ، لهم جنات عدن ، ويحتمل أن يكون { جنات } مبتدأ وخبره { يدخلونها } ، وقرأ زيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن «جناتِ » بالنصب ، وهذا نحو قولهم زيد ضربته ، وقرأ جمهور الناس «يدخلونها » ، وقرأ إسماعيل عن نافع «يُدخَلونها » بضم الياء وفتح الخاء ، ولا يصح هذا عن نافع ، ورويت عن أبي جعفر وشيبة بن نصاح ، وقوله { تجري من تحتها الأنهار } في موضع الحال وباقي الآية بين .