تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

ينكر تعالى ويعجِّب ، من كفر الكافرين به ، الذين جعلوا معه أندادا يشركونهم معه ، ويبذلون لهم ما يشاؤون من عباداتهم ، ويسوونهم بالرب العظيم ، الملك الكريم ، الذي خلق الأرض الكثيفة العظيمة ، في يومين ، ثم دحاها في يومين ، بأن جعل فيها رواسي من فوقها ، ترسيها عن الزوال والتزلزل وعدم الاستقرار .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

ثم أمر الله - تعالى - صلى الله عليه وسلم - أن يوبخ هؤلاء المشركين على إصرارهم على كفرهم ، مع أن مظاهر قدرة الله - تعالى - الماثلة أمام أعينهم تدعوهم إلى الإِيمان ، فقال - تعالى - :

{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ . . . } .

قال الإِمام الرازى ما ملخصه : اعلم أنه - تعالى - لما أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحى إِلَيَّ . . . } أردفه بما يدل على أنه لا يجوز إثبات الشركة بينه - تعالى - وبين هذه الأصنام فى الإِلهية والمعبودية ، وذلك بأن بين كمال قدرته وحكمته فى خلق السموت والأرض فى مدة قليلة . . والاستفهام فى قوله { أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ . . . } بمعنى الإِنكار ، وهو لإِنكار شيئين : الكفر بالله . . وجعل الأنداد له .

والمعنى : قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المشركين على سبيل الإِنكار لأفعالهم : أئنكم لتكفرون بالله - تعالى - الذى خلق الأرض فى يومين .

قال الآلوسى : وإن واللام فى قوله { أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ } لتأكيد الإِنكار . . وعلق - سبحانه - كفرهم بالاسم الموصول لتفخيم شأنه - تعالى - واستعظام كفرهم به .

واليوم فى المشهور عبارة عن زمان كون الشمس فوق الأفق ، وأريد منه ها هنا الوقت مطلقا ، لأنه لا يتصور ذلك قبل خلق السماء والكواكب والأرض نفسها ، ثم إن ذلك الوقت يحتمل أن يكون بمقدار اليوم المعروف ، ويحتمل أن يكون أقل منه أو أكثر ، والأقل أنسب بالمقام .

قال سعيد بن جبير - رضى الله عنه - إن الله - تعالى - قادر على أن يخلق هذا الكون كله فى لحظة ، ولكنه خلق السموات والأرض فى ستة أيام ، ليعلم خلقه التثبت والتأنى فى الأمور .

وقوله : { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } معطوف على قوله { تكفرون } وداخل معه فى حكم الإِنكار .

والأنداد : جمع ند وهو مثل الشئ يضاده وينافره ويتباعد عنه . وأصله من ند البعير إذا نفر وذهب على وجهه شاردا .

أى : وتجعلون له امثالا ونظراء تعبدونها من دونه ، وتسمونها - زورا وكذبا - آلهة ، وجمع - سبحانه - الأنداد باعتبار واقعهم ، لأنهم كانوا يعبدون آلهة شتى ، فمنهم من عبد الأصنام ، ومنهم من عبد الملائكة ، ومنهم من عبد الكواكب .

واسم الإِشارة فى قوله { ذَلِكَ رَبُّ العالمين } يعود إلى الموصول باعتبار اتصافه بما فى حيز الصلة .

أى : ذلك الموصوف بتلك القدرة الباهرة ، رب العالمين جميعا ، وخالق جميع المخلوقات ، والمتولى لتربيتها دون سواه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

ثم يمضي الداعية يكشف لهم عن شناعة الجرم الذي يرتكبونه بالشرك والكفر . يمضي بهم في المجال الكوني العريض . مجال السماوات والأرض ، والكون الذي هم بالقياس إليه شيء ضئيل هزيل . يمضي بهم في هذا المجال ليكشف لهم عن سلطان الله الذي يكفرون به في فطرة هذا الكون الذي هم جزء منه . ثم ليخرجهم من الزاوية الضيقة الصغيرة التي ينظرون منها إلى هذه الدعوة ، حيث يرون أنفسهم وذواتهم كبيرة كبيرة ؛ ويشغلهم النظر إليها وإلى اختيار محمد [ صلى الله عليه وسلم ] من دونهم . والحرص على مكانتهم ومصالحهم . . إلى آخر هذه الاعتبارات الصغيرة . . يشغلهم هذا عن النظر إلى الحقيقة الضخمة التي جاءهم بها محمد ، وفصلها هذا القرآن . الحقيقة التي تتصل بالسماوات والأرض ؛ وتتصل بالبشرية كلها في جميع أعصارها ؛ وتتصل بالحق الكبير الذي يتجاوز زمانهم ومكانهم وشخوصهم ؛ وتتصل بالكون كله في الصميم :

( قل : أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ، وتجعلون له أنداداً ? ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها ، وبارك فيها ، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض : ائتيا طوعاً أو كرهاً . قالتا : أتينا طائعين . فقضاهن سبع سماوات في يومين ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً . ذلك تقدير العزيز العليم . . )

قل لهم : إنكم إذ تكفرون . إذ تلقون بهذه الكلمة الكبيرة في استهتار . إنما تأتون أمراً عظيماً ، مستنكراً قبيحاً ، إنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض وجعل فيها رواسي من فوقها . وبارك فيها . وقدر فيها أقواتها .

والذي خلق السماوات ونظم أمرها . وزين السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً . والذي أسلمت له السماء والأرض قيادهما طائعتين مستسلمتين . . وأنتم . . أنتم بعض سكان هذه الأرض تتأبون وتستكبرون !

ولكن النسق القرآني يعرض هذه الحقائق بطريقة القرآن التي تبلغ أعماق القلوب وتهزها هزاً . فلنحاول أن نسير مع هذا النسق بالترتيب والتفصيل :

قل : أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ، وتجعلون له أنداداً . ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها ، وبارك فيها ، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . .

إنه يذكر حقيقة خلق الأرض في يومين . ثم يعقب عليها قبل عرض بقية قصة الأرض . يعقب على الحلقة الأولى من قصة الأرض . ( ذلك رب العالمين ) . . وأنتم تكفرون به وتجعلون له أنداداً . وهو خلق هذه الأرض التي أنتم عليها . فأي تبجح وأي استهتار وأي فعل قبيح ? !

وما هذه الأيام : الاثنان اللذان خلق فيهما الأرض . والاثنان اللذان جعل فيهما الرواسي وقدر فيهما الأقوات ، وأحل فيهما البركة . فتمت بهما الأيام الأربعة ?

إنها بلا شك أيام من أيام الله التي يعلم هو مداها . وليست من أيام هذه الأرض . فأيام هذه الأرض إنما هي مقياس زمني مستحدث بعد ميلاد الأرض . وكما للأرض أيام ، هي مواعيد دورتها حول نفسها أمام الشمس ، فللكواكب الأخرى أيام ، وللنجوم ايام . وهي غير أيام الأرض . بعضها أقصر من أيام الأرض وبعضها أطول .

والأيام التي خلقت فيها الأرض اولاً ، ثم تكونت فيها الجبال ، وقدرت فيها الأقوات ، هي أيام أخرى مقيسة بمقياس آخر ، لا نعلمه ، ولكننا نعرف أنه أطول بكثير من أيام الأرض المعروفة .

وأقرب ما نستطيع تصوره وفق ما وصل إليه علمنا البشري أنها هي الأزمان التي مرت بها الأرض طوراً بعد طور ، حتى استقرت وصلبت قشرتها وأصبحت صالحة للحياة التي نعلمها . وهذه قد استغرقت - فيما تقول النظريات التي بين أيدينا - نحو ألفي مليون سنة من سنوات أرضنا !

وهذه مجرد تقديرات علمية مستندة إلى دراسة الصخور وتقدير عمر الأرض بوساطتها . ونحن في دراسة القرآن لا نلجأ إلى تلك التقديرات على أنها حقائق نهائية . فهي في أصلها ليست كذلك . وإن هي إلا نظريات قابلة للتعديل . فنحن لا نحمل القرآن عليها ؛ إنما نجد أنها قد تكون صحيحة إذا رأينا بينها وبين النص القرآني تقارباً ، ووجدنا أنها تصلح تفسيراً للنص القرآني بغير تمحل . فنأخذ من هذا أن هذه النظرية أو تلك أقرب إلى الصحة لأنها أقرب إلى مدلول النص القرآني .

والراجح الآن في أقوال العلم أن الأرض كانت كرة ملتهبة في حالة غازية كالشمس الآن - والأرجح أنها قطعة من الشمس انفصلت عنها لسبب غير متفق على تقديره - وأنها استغرقت أزماناً طويلة حتى بردت قشرتها وصلبت . وأن جوفها لا يزال في حالة انصهار لشدة الحرارة حيث تنصهر أقسى الصخور .

ولما بردت القشرة الأرضية جمدت وصلبت . وكانت في أول الأمر صخرية صلبة . طبقات من الصخر بعضها فوق بعض .

وفي وقت مبكر جداً تكونت البحار من اتحاد الإيدروجين بنسبة 2 والأكسجين بنسبة 1 ومن اتحادهما ينشأ الماء .

والهواء والماء على أرضنا هذه قد تعاونا على تفتيت الصخر وتشتيته ، وحمله وترسيبه ، حتى كانت من ذلك تربة أمكن فيها الزرع . وتعاونا على نحر الجبال والنجاد ، وملء الوهاد ، فلا تكاد تجد في شيء كان على الأرض أو هو كائن إلا أثر الهدم وأثر البناء .

" إن هذه القشرة الأرضية في حركة دائمة ، وفي تغير دائم ، يهتز البحر بالموج فيؤثر فيها ، ويتبخر ماء البحر . تبخره الشمس ، فيصعد إلى السماء فيكون سحباً تمطر الماء عذباً ، فينزل على الأرض متدفقاً ، فتكون السيول ، وتكون الأنهار ، تجري في هذه القشرة الأرضية فتؤثر فيها . تؤثر في صخره فتحله فتبدل فيه من صخر صخراً . [ أي تحوله إلى نوع آخر من الصخور ] وهي من بعد ذلك تحمله وتنقله . ويتبدل وجه الأرض على القرون ، ومئات القرون وآلافها . وتعمل الثلوج الجامدة بوجه الأرض ما يفعله الماء السائل . وتفعل الرياح بوحه الأرض ما يفعل الماء . وتفعل الشمس بوجه الأرض ما يفعله الماء والريح ، بما تطلق على هذا الوجه من نار ومن نور . والأحياء على الأرض تغير من وجهها كذلك . ويغير فيها ما ينبثق فيها من جوف الأرض من براكين .

" وتسأل عالم الأرض - العالم الجيولوجي - عن صخور هذه القشرة فيعدد لك من صخورها الشيء الكثير ، ويأخذ يحدثك عن أنواعها الثلاثة الكبرى .

" يحدثك عن الصخور النارية . تلك التي خرجت من جوف الأرض إلى ظهرها صخراً منصهراً . ثم برد . ويضرب لك منها مثلاً بالجرانيت والبازلت . ويأتيك بعينة منها يشير لك فيها إلى ما احتوته من بلورات ، بيضاء وحمراء أو سوداء ، ويقول لك : إن كل بلورة من هذه تدل على مركب كيماوي ، له كيان بذاته . فهذه الصخور أخلاط . ويلفت فكرك إلى أنه من هذه الصخور النارية ومن أشباهها تكونت قشرة هذه الأرض عندما تمت الأرض تكونا في القديم الأقدم من الزمان . ثم قام يفعل فيها الماء ، هابطاً من السماء أو جارياً في الأرض ، أو جامداً في الثلج ، وقام يفعل الهواء ويفعل الريح . . وقامت تفعل الشمس . قامت جميعها تغير من هذه الصخور . من طبيعتها ومن كيميائها . فولدت منها صخوراً غير تلك الصخور حتى ما يكاد يجمعها في منظر أو مخبر شيء .

؛ وينتقل بك الجيولوجي إلى الصنف الأكبر الثاني من الصخور . إلى الصخور التي أسموها بالمترسبة أو الراسبة ، وهي تلك الصخور التي اشتقت ، بفعل الماء والريح والشمس ، أو بفعل الأحياء من صخور أكثر في الأرض أصالة وأعقد . وأسموها راسبة لأنها لا توجد في مواضعها الأولى . إنها حملت من بعد اشتقاق من صخورها الأولى ، أو وهي في سبيل اشتقاق . حملها الماء أو حملتها الريح ، ثم هبطت ورسبت واستقرت حيث هي من الأرض .

؛ ويضرب لك الجيولوجي مثلا للصخور الراسبة بالحجر الجيري الذي يتألف منه جبل كجبل المقطم ، ومن حجره تبني القاهرة بيوتها . ويقول لك : إنه مركب كيماوي يعرف بكربونات الكلسيوم ، وإنه اشتق في الأرض من عمل الأحياء أو عمل الكيمياء . ويضرب لك مثلا ، بالرمل ، ويقول لك : إن أكثره أكسيد السيلسيوم ، وإنه مشتق كذلك ، ومثلاً آخر بالطفل والصلصال ، وكلها من أصول سابقة .

وتسأل عن هذه الأصول السابقة التى منها اشتقت تلك الصخور الراسبة ، على اختلافها ، فتعلم أنها الصخور النارية . بدأت الأرض عندما انجمد سطحها من بعد انصهار ، في قديم الأزل ، ولا شيء على هذا السطح المنجمد غير الصخر الناري . ثم جاء الماء ، وجاءت البحار ، وتفاعل الصخر الناري والماء . وشركهما الهواء . شركهما غازات متفاعلة ، وشركهما رياحاً عاصفة ، وشركتهما الشمس ناراً ونورا . وتفاعلت كل هذه العوامل جميعاً . وفقا لما أودع فيها من طبائع . فغيرت من صخر ناري صلد غير نافع ، إلى صخر نافع . صخر ينفع في بناء المساكن ، وصخر ينفع في استخراج المعادن . وأهم من هذا ، وأخطر من هذا ، أنها استخرجت من هذا الصخر الناري الصلد ، الذي لا ينفع لحياة تقوم عليه ، استخرجت تربة ، رسبت على سطح الأرض ، مهدت لقدوم الأحياء والخلائق .

إن الجرانيت لا ينفع لحرث أو زرع أو سقيا ، ولكن تنفع تربة هشة لينة خرجت منه ومن أشباه له . وبظهور هذه التربة ظهر النبات ، وبظهور النبات ظهر الحيوان . وتمهدت الأرض لقيام رأس الخلائق على هذه الأرض . ذلك الإنسان . . . "

هذه الرحلة الطويلة كما يقدرها العلم الحديث ، قد تساعدنا على فهم معنى الأيام في خلق الأرض وجعل الرواسي فوقها ، والمباركة فيها ، وتقدير أقواتها في أربعة ايام . . من أيام الله . . التي لا نعرف ما هي ? ما طولها ? ولكننا نعرف أنها غير أيام هذه الأرض حتماً . .

ونقف لحظة أمام كل فقرة من النص القرآني قبل أن نغادر الأرض إلى السماء !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

وقد تقدم القول غير مرة في نظير قوله : { أئنكم } .

واختلف رواة الحديث في اليوم الذي ابتدأ الله تعالى فيه خلق الأرض ، فروي عن ابن عباس وغيره : أن أول يوم هو الأحد ، وأن الله تعالى خلق فيه وفي الاثنين : الأرض ، ثم خلق الجبال ونحوها يوم الثلاثاء . قال ابن عباس فمن هنا قيل : هو يوم ثقيل . ثم خلق الشجر والثمار والأنهار يوم الأربعاء ، ومن هنا قيل : هو يوم راحة وتفكر في هذه التي خلقت فيه . ثم خلق السماوات وما فيها يوم الخميس ويوم الجمعة ، وفي آخر ساعة من يوم الجمعة : خلق آدم . وقال السدي : وسمي يوم الجمعة لاجتماع المخلوقات فيه وتكاملها ، فهذه رواية فيها أحاديث مشهورة . ولما لم يخلق تعالى في يوم السبت شيئاً امتنع فيه بنو إسرائيل عن الشغل . ووقع في كتاب مسلم بن الحجاج : أن أول يوم خلق الله فيه التربة يوم السبت ، ثم رتب المخلوقات على ستة أيام ، وجعل الجمعة عارياً من المخلوقات على ستة أيام إلا من آدم وحده . والظاهر من القصص في طينة آدم أن الجمعة التي خلق فيها آدم قد تقدمتها أيام وجمع كثيرة ، وأن هذه الأيام التي خلق الله فيها هذه المخلوقات هي أول الأيام ، لأن بإيجاد الأرض والسماء والشمس وجد اليوم ، وقد يحتمل أن يجعل تعالى قوله : { يومين } على التقدير ، وإن لم تكن الشمس خلقت بعد ، وكأن تفصيل الوقت يعطي أنها الأحد ويوم الاثنين كما ذكر . والأنداد : الأشباه والأمثال ، وهذه إشارة إلى كل ما عبد من الملائكة والأصنام وغير ذلك . قال السدي : أكفاء من الرجال تطيعونهم .