{ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين 9 وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين 10 ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين 11 فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم 12 }
في يومين : في مقدار يومين ، أو نوبتين .
أندادا : شركاء ، جمع نِدّ وهو الكفء والنظير .
العالمين : جمع عالم ، وهو ما سوى الله ، وجُمع لاختلاف أنواعه تغليبا للعقلاء .
9- { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين } .
ليس المراد باليومين أيام الدنيا ، فلم يكن في ذلك الوقت شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، والعرب تعبّر باليوم عن سنين كثيرة مثل يوم البسوس ، ويوم ذي قار ، وحرب البسوس امتدت أربعين سنة .
قال تعالى : { وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } ( الحج : 47 ) .
وقال سبحانه : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } . ( المعارج : 4 ) .
فالمراد باليومين نوبتان علّهما نوبة الخلق ، ثم نوبة الدّحي والاستدارة .
أي : إنكم تشاهدون قدرته وجلاله ، وتعلمون أن هذا الكون البديع لا يخلقه إلا إله قادر ، ومع هذا فأنتم تكفرون بهذا الإله ، وتجعلون له شركاء لم تخْلق ، مثل الأصنام والأوثان والملائكة وعزير وعيسى . وقد بُدئت الآية بالاستفهام الإنكاري للتوبيخ والتعجيب .
كيف تكفرون بالله وهو الإله العلي الشأن ، الكامل القدرة ، الفعال لما يريد ، الذي خلق الأرض في يومين ؟ وكيف تلحدون في ذاته وصفاته ، حيث جعلتم له أندادا وشركاء عبدتموهم معه تعالى ، مع أنهم لا شأن لهم في الخلق ، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرّا ، ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ؟
والمراد بالأرض الأرضون السبع .
قال تعالى : { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن . . . } ( الطلاق : 12 ) .
وقد وردت السماوات جمعا ومفردة في القرآن الكريم ، ووردت الأرض مفردة فقط ، وليس في القرآن ما يشير إلى سبع أرضين إلا الآية السابقة وهي الآية 12 من سورة الطلاق .
{ ذلك رب العالمين } . أي : ذلك الإله الخالق المبدع هو رب العالمين كلّهم ، أي العالم العلوي والسفلي ، فكيف تجعلون له شريكا ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.