البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

{ قل أئنكم لتكفرون } : استفهام توبيخ وتشنيع عليهم ، يكفر من أوجد العالم سفليه وعلويه ، ووصف صورة خلق ذلك ومدته ، والحكمة في الخلق في مدة هو قادر على أن يوجد ذلك دفعة واحدة .

فذكر تعالى إيجاد ذلك مرتباً ، وتقدم الكلام في الخلق في مدة هو قادر على أن يوجد ذلك دفعة واحدة .

فذكر تعالى إيجاد ذلك مرتب ، وتقدم الكلام في أول ما ابتدىء فيه الخلق ، وما خلق مرتباً .

ومعنى { في يومين } : في مقدار يومين .

{ وتجعلون له أنداداً } : أي أشباهاً وأمثالاً من الملائكة والجن والأصنام يعبدونها دونه .

وقال السدي : أكفاء من الرجال يطيعونهم ، وتجعلون معطوف على لتكفرون ، فهو داخل في حيز الاستفهام المقتضي الإنكار والتوبيخ ، { ذلك } أي موجد الأرض ومخترعها ، { رب العالمين } من الأنداد التي جعلتم له وغيرهم .