الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

ثم قال تعالى : { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين }{[60049]} . هذا تقرير وتوبيخ للمشركين .

والمعنى : أتكفرون ( بالله الذي ){[60050]} ابتدع خلق الأرضين السبع في يومين .

{ وتجعلون له أندادا } أي : أمثالا تعبدونهم ( من دون الله ){[60051]} { ذلك رب العالمين } أي : الذي ابتدع خلق الأرضين السبع في يومين مع غلظها وعظمها ، وطولها وعرضها ، وثبتها تحت أقدام الخلق حتى تصرفوا عليها ، فهو خالق جميع الخلق ومالكهم ، وله تصلح العبادة لا لغيره ، واليومان هما : يوم الأحد والاثنين .

قال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود حين سألوه عن ذلك : " خلق الله الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين ){[60052]} وخلق الجبال وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء{[60053]} وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخرب . فهذه أربعة أيام " وهو قوله { وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين }[ 9 ]{[60054]} ، أي : لمن سأل عن ذلك . ( وسواء ) مصدر عند سيبويه ، أي : استوت استواء{[60055]} .

وقد ( قرئ ( سواء ) ){[60056]} بالخفض على النعت لأربعة أيام{[60057]} ، رويت عن الحسن على معنى مستويات ومثله{[60058]} : رجل عدل ، أي عادل .

وقرأ أبو جعفر{[60059]} بالرفع على معنى : هي سواء{[60060]} .


[60049]:(ح): يومين وتجعلون له أندادا.
[60050]:(ح): بالذي.
[60051]:(ح): من دونه.
[60052]:في طرة (ت).
[60053]:(ح): الثلاث.
[60054]:سيأتي تخريج هذا الحديث بعد تمامه في الصفحة 6485.
[60055]:(ح): أي استواء. وهذا القول أورده مكي هذا الوجه الإعرابي في مشكل إعراب القرآن دون نسبته لسيبويه 2/640.
[60056]:(ح): قرأ سوى.
[60057]:(ح): أو لأيام.
[60058]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/640، وإعراب النحاس 4/50، والبدور الزاهرة 282. وفي النشر 2/366 رواية عن يعقوب.
[60059]:هو زيد بن القعقاع أبو جعفر المخزومي المدني، تابعي مشهور، وأحد القراء العشرة عرض القراءات على ابن عباس وأبي هريرة وروى عنه نافع ومالك. توفي سنة 127 هـ وفيه خلاف. انظر: حجة القراءات 63، وتقريب التهذيب 2/406 ت 23.
[60060]:(ح): سوى. وانظر: تفصيل هذه الأوجه الإعرابية الثلاث في معاني الزجاج 4/381، وإعراب النحاس 4/50، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/337، والنشر 2/366، والبدور الزاهرة 282.