بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (9)

فقال عز وجل : { قُل أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض في يَوْمَيْنِ } اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به التهديد والزجر . يعني : أئنكم لتكذبون بالخالق الذي خلق الأرض في يومين ، يوم الأحد ويوم الاثنين . فبدأ خلقها في يوم الأحد ، وبسطها في يوم الاثنين ، { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } يعني : تصفون له شركاء من الآلهة ، { ذَلِكَ رَبُّ العالمين } يعني : الذي خلق الأرض ، فهو رب جميع الخلق ، ولو أراد الله أن يخلقها في لحظة واحدة لفعل ، وكان قادراً . ولكنه أحب أن يبصر الخلق وجوه الأناة ، والقدرة على خلق السماوات والأرض في أيام كثيرة ، وفي لحظة واحدة سواء ، لأن الخلق عاجزون عن مثقال ذرة منها ، وكان ابتداء خلق الأرض في يوم الأحد ، وإتمام خلقها ، وبسطها في يوم الاثنين .