ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم ، أن يوبخهم ويقرعهم فقال : { قُلْ أَئِنَّكُمْ } قرأ الجمهور بهمزتين الثانية بين بين ، وقرئ بهمزة بعدها ياء خفيفة ، وإن واللام إما لتأكيد الإنكار ، وقدرت الهمزة لاقتضائها الصدارة وإما للإشعار بأن كفرهم من البعد بحيث ينكر العقلاء وقوعه فيحتاج إلى التأكيد .
{ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } والمعنى لتكفرون بمن شأنه هذا الشأن العظيم وقدرته هذه القدرة الباهرة ، قيل : اليومان هما يوم الأحد ويوم الاثنين ، وقيل : خلقهن في نوبتين كل نوبة أسرع مما يكون في يوم ، وقيل : المراد مقدار يومين لأن اليوم الحقيقي إنما يتحقق بعد وجود الأرض والسماء ذكرهما تعليما للأناة ، ولو أراد أن يخلقهما في لحظة لفعل .
{ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا } أي أضداد وشركاء والجملة معطوفة على تكفرون داخلة تحت الاستفهام ، ذكر عنهم شيئين منكرين ، أحدهما الكفر بالله ، والثاني إثبات الشركاء له { ذَلِكَ } المتصف بما ذكر { رَبُّ الْعَالَمِينَ } جمع عالم ، وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقلاء من جملة العالمين ما تجعلونها أندادا لله ، فكيف تجعلون بعض مخلوقاته شركاء له في عبادته ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.