بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (13)

قوله تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افتراه } يعني : أيقولون و{ أم } صلة افتراه ، يعني : اختلقه من تلقاء نفسه .

{ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } يعني : مختلقات .

قال الكلبي : يعني : بعشر سور مثل سورة البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والتوبة ، ويونس . وهود لأن العاشرة هي سورة هود . وقال بعضهم : هذا التفسير لا يصح ، لأن سورة هود مكية ، والبقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة مدنيات ، أُنْزِلَتْ بعد سورة هود بمدة طويلة . ولكن معناه { فأتوا بعشر سور } مثل سور القرآن ، أي سورة كانت ، { مفتريات } ، يعني : مختلقات إن كنتم تزعمون أن محمداً صلى الله عليه وسلم يختلقه من ذات نفسه ، { وادعوا مَنِ استطعتم مّن دُونِ الله } يعني : استعينوا بآلهتكم { إِن كُنتُمْ صادقين } في مقالتكم .

فسكتوا ، فلم يجيبوا ، فنزل قوله تعالى : { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ * لَكُمْ }