بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ} (20)

قوله تعالى : { أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِى الأرض } يعني : لم يفوتوا ، ولم يهربوا من عذاب الله تعالى ، حتى يجزيهم بأعمالهم الخبيثة ، { وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء } يعني : ما كان لهم من عذاب الله تعالى مانع يمنعهم من العذاب ، { يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب } يعني : الرؤساء يكون لهم العذاب بكفرهم ، وبما أضلوا غيرهم ، { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع } في العذاب ، لا يقدرون أن يسمعوا { وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } في النار شيئاً .

ويقال : ذلك التضعيف لهم ، لأنهم كانوا لا يستطيعون الاستماع إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، في الدنيا من بغضه ، { وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ } ، أي : عمياً لا ينظرون إليه من بغضه . وقال الكلبي : { يضاعف لهم العذاب } بما كانوا يستطيعون سماع الهدى ، وبما كانوا لا يبصرون الهدى . ويقال : كانوا لا يستطيعون أن يسمعوا ، فلم يسمعوا وكانوا يستطيعون أن يبصروا ، فلم يبصروا . ويقال : { ما كانوا يستطيعون السمع } يعني : لم يكن لهم سمع القلب ، { وما كانوا يبصرون } ، أي لم يكن لهم بصر القلب . قرأ ابن كثير ، وابن عامر { يضعف لَهُمْ } بتشديد العين بغير ألف ، وقرأ الباقون : { يضاعف } بالألف ، ومعناهما واحد .