بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرٗا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ} (27)

قال الله تعالى : { فَقَالَ الملأ الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ } يعني : الأشراف من قومه { مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا } يعني : آدمياً مثلنا ، { وَمَا نَرَاكَ اتبعك } يعني : آمن بك { إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا } يعني : سفلتنا وضعفاؤنا { بَادِىَ الرأي } . قال الكلبي : ظاهر الرأي ، يعني : إنهم يعرفون الظاهر ، فلا تمييز لهم . وقال مقاتل : يعني : بدا لنا أنهم سفلتنا وضعفاؤنا بادي الرأي . وقال القتبي : { أراذلنا } يعني : شرارنا ، وهو جمع أرذل . وقوله : { بادي الرأي } ، بغير همز ، أي ظاهر الرأي ، من بدا يبدو . وأما بادىء بالهمزة ، يعني : أول الرأي من قولك : بدأ يبدأ .

قرأ أبو عمرو : { بَادِىَء الرأى } بالهمز ، وقرأ الباقون : على ضد ذلك .

ثم قال : { وَمَا نرى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ } قوم نوح قالوا لنوح : { ما نرى لكم علينا من فضل } في مُلْكٍ ولا مال ، { بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبين } يعني : نحسبك من الكاذبين . وقد يخاطب الواحد بلفظ الجماعة ، ويقال : إنما أراد به نوحاً ومن آمن معه .