بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ} (65)

وكان في المدينة تسعة رهط ، يفسدون في الأرض ، ولا يصلحون . منهم : قدار بن سالف ، ومصدع بن دهر وكانت في تلك القرية امرأة جميلة غنية ، وكانت تتأذى بالناقة لأجل سايمتها فقالت : مَنْ عقر الناقة ، أزوج نفسي منه . فخرج قدار بن سالف ، ومصدع بن دهر ، وكمن لها مصدع في مضيق من ممرها ، ورماها بسهم ، فأصاب رجلها . فَمَرَّتْ بقدار ، وهي تجر رجلها ، فضربها بالسيف فعقرها ، وقسموا لحمها على جميع أهل القرية . وكان في القرية تسعمائة أهل بيت ويقال ألف وخمسمائة .

فذلك قوله { فَعَقَرُوهَا فَقَالَ } لهم صالح : { تَمَتَّعُواْ فِى دَارِكُمْ } يعني : عيشوا ، وانتفعوا في داركم ، { ثلاثة أَيَّامٍ } ثمَّ يأتيكم العذاب ، { ذلك وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } فقالوا له : ما العلامة في ذلك ؟ قال : أن تصبحوا في اليوم الأول وجوهكم مصفرة ، وفي اليوم الثاني محمرة ، وفي اليوم الثالث مسودة . ثم خرج صالح من بينهم .