الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ} (65)

{ فعقروها } ، والمعنى : فكذبوه ، فخالفوه ، فعقروها . فقال لهم صالح{[32655]} : استمتعوا في دار الدنيا ثلاثة أيام ، ثم يأتيكم العذاب فهو { وعد غير مكذوب }{[32656]} .

ويروى أن الناقة كانت أحشن ناقة في الأرض ، حمراء عشراء{[32657]} ، فوضعت فصيلا ، فكانت تغدو{[32658]} ، فتشرب جميع الماء ، ثم تغدوا{[32659]} عليهم ، بمثله لبنا ، فإذا انصرفت عنهم عَدَوْا{[32660]} إلى الماء ، فاستقوا حاجتهم ليومين ، فعقروها ، فأخذهم العذاب .

قال قتادة : لما أخبرهم صالح أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع{[32661]} ، والأكسية .

وقيل لهم : آية ذلك أن تصفر{[32662]} ألوانكم أول يوم ، ثم تحمر{[32663]} في اليوم الثاني ، ثم تسود في اليوم الثالث{[32664]} .

وقال قتادة : لما عقروا الناقة ندموا ، وقالوا : عليكم بالفصيل ، فصعد الفصيل إلى{[32665]} الجبل . فلما كان اليوم الثالث استقبل القبلة ، وقال : يا رب ! أمي{[32666]} يا رب ! أمي ، فأرسلت الصيحة عليهم عند ذلك{[32667]} .

وكانت منازلهم بالحجر بين المدينة والشام{[32668]} .


[32655]:ط: صم.
[32656]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/372.
[32657]:ط: وعشراء.
[32658]:ط: تغدوه.
[32659]:ط: تغدوه. ق: تغد.
[32660]:ط: عزوا.
[32661]:الأنطاع: جمع نطع بكسر النون، وإسكان الطاء، وهو الجلد والأدم انظر: اللسان: نطع.
[32662]:ط: يصفر.
[32663]:ط: يحمر.
[32664]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/372.
[32665]:ساقط من ط.
[32666]:ط: أمني.
[32667]:انظر هذا الخبر في: جامع البيان 15/372.
[32668]:وهو قول ابن عباس في: جامع البيان 15/372.