قوله تعالى { وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إبراهيم بالبشرى } يعني : ببشارة الولد . وذلك أن مدينة يقال لها : سدوما . ويقال : سدوم ، وكانت بلدة فيها من السعة والخير ، ما لم يكن في سائر البلدان وكان الغرباء يحضرون من سائر البلدان ، في أيام الصيف ، ويجمعون من فضل ثمارهم ، مما كان خارجاً من الكروم ، والحدائق . فجاء إبليس لعنه الله ، فشبه نفسه بغلام أمرد ، وجعل يدخل كرومهم ، وحدائقهم ، ويراودهم إلى نفسه ، حتى أظهر فيهم الفاحشة .
وجاء إلى نسائهم ، وقال : إن الرجال قد استغنوا عنكن ، فعلَّمَهُنَّ أن يستغنين عن الرجال ، حتى استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء . فأوحى الله تعالى إلى لوط ، ليدعوهم إلى الإيمان ، ويمتنعوا عن الفواحش ، فلم يمتنعوا . فبعث الله جبريل ، ومعه أحد عشر من الملائكة بإهلاكهم ، فجاؤوا إلى إبراهيم كهيئة الغلمان ، فدخلوا على إبراهيم ، فنظر فرأى اثني عشر غلاماً أمرد ، ويقال : كانوا ثلاثة جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، ويقال : كانو أربعة ، فسلموا عليه { قَالُواْ سلاما قَالَ سلام } يعني : ردّ عليهم السلام .
قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، { قَالُواْ سلاما قَالَ سلام } ، كلاهما سلام ، إلا أن الأول صار نصباً ، لوقوع الفعل عليه ؛ والآخر رفعاً بالحكاية . ومعناه : قال : قولاً : فيه سلام . وقرأ حمزة ، والكسائي : { قَالُواْ سلاما قَالَ *** سلام } بكسر السين ، وسكون اللام ، يعني : أمري سلم ، ما أريد إلا السلامة . { فَمَا لَبِثَ } يعني : فما مكث { أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } قال السِّدِيّ : الحنيذ السمين ، كما قال في آية أُخرى : { فَرَاغَ إلى أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [ الذاريات : 26 ] ويقال : { حنيذ } ، يعني : نضيج . ويقال : المشوي الذي يقطر منه الدسم . وقال أهل اللغة بأجمعهم : الحنيذ ، المشوي بغير تنور ، وهو أن يتخذ له في الأرض حنذاً ، فيلقى فيه . قال مقاتل : إنما جاءهم بعجل ، لأنه كان أكثر ماله البقر ، فلما قربه إليهم ووضع بين أيديهم كفوا ولم يأكلوا ، ولم يتناولوا منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.