الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ} (65)

قوله تعالى : { فِي دَارِكُمْ } : قيل : هو جمعُ " دارَة " كساحة وساح وسُوح ، وأنشدوا لأمية بن أبي الصلت :

2671 له داعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ *** وآخرُ فوق دارَتِه يُنادي

قوله : { مَكْذُوبٍ } يجوز أن يكونَ مصدراً على زِنة مفعول ، وقد جاء منه أُلَيْفاظ نحو : " المَجْلود والمَعْقول والميسور والمفتون ، ويجوز أن يكونَ اسمَ مفعولٍ على بابه ، وفيه حينئذ تأويلان ، أحدُهما : غيرُ مكذوبٍ فيه ، ثم حُذف حرف الجر فاتصل الضمير مرفوعاً مستتراً في الصفةِ ، ومثلُه

{ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [ هود : 103 ] وقوله :

2672 ويومٍ شَهِدْناه سُلَيْمى وعامراً *** قليلٌ سوى الطَّعْنِ النِّهالِ نوافلُهْ

والثاني : أنه جُعل هو نفسُه غيرَ مكذوب ، لأنه قد وُفِّي به فقد صُدِّق .