بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةٗ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرٖ} (63)

{ قَالَ } لهم صالح : { قَالَ يا قوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } ، يقول : أخبروني إن كنت على بيان ، وحجة ، ودين ، أتاني من ربي ، { وآتاني منه رحمة } يقول : أكرمني الله تعالى بالإسلام ، والنبوة ؛ أيجوز لي أن أترك أمره ، ولا أدعوكم إلى الله ، وإلى دينه ؟ { فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ الله إِنْ عَصَيْتُهُ } يقول : فمن يمنعني من عذاب الله ، إن رجعت إلى دينكم ، وتركت دين الله تعالى .

{ فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ } يقول ما تزيدونني في مقالتكم ، إلا بصيرة في خسارتكم . ويقال : معناه : فما تزيدونني غير تكذيب ، لأن التكذيب سبب لخسارتهم . ويقال : معناه : فما تزيدونني ، إن تركت ما أوجب الله عليَّ من الدعوة غير تخسير ؛ لأن العذاب إذا نزل بي لا تقدرون على دفعه عني .