بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (80)

ثم قال : { والله جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } ، أي : خلق لكم البيوت قراراً ومأوًى لكم . ويقال : معناه سخر لكم الأرض ؛ لتبنوا فيها البيوت . ويقال : معناه : وفقكم لبناء البيوت لسكناكم ، وقراركم ، فذكر النعم ، والمنن ، والدلائل لوحدانيته .

ثم قال : { وَجَعَلَ لَكُمْ مّن جُلُودِ الأنعام } ، أي : من الشعر ، والصوف ، والوبر ، { بُيُوتًا } ، أي : الفساطيط والخيام ، { تَسْتَخِفُّونَهَا } ، أي : تستخفون حملها ، { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إقامتكم } ، أي : يوم انتقالكم ، وسفركم ، ويوم نزولكم . { وَمِنْ أَصْوَافِهَا } ، أي : من أصواف الغنم ، { وَأَوْبَارِهَا } ، يعني : الإبل ، { وَأَشْعَارِهَا } ، يعني : أشعار المعز . { أَثَاثاً } ، أي : متاع البيت من الفرش ، والأكسية . وقال قتادة والكلبي : يعني : المال . { ومتاعا إلى حِينٍ } ، يعني : المنفعة ، حتى تعيشون فيه إلى الموت . ويقال : تنتفعون بها إلى حين تبلى ، وتهلك . وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو { يوم ظَعْنِكُمْ } : بنصب العين . وقرأ الباقون : بالجزم ومعناهما واحد .