بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدۡنَٰهُمۡ عَذَابٗا فَوۡقَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفۡسِدُونَ} (88)

ثم بيّن عذابهم فقال تعالى : { الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله } ، أي : صرفوا الناس عن دين الإسلام ، { زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب } ، يعني : القادة ، { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، من الشرك والتكذيب . زدناهم عذاباً فوق عذاب السفلة . ويقال : التابع والمتبوع زدناهم في كل وقت عذاباً مع العذاب . وقال مقاتل : يجري الله عليهم خمسة أنهار من نحاس ذائب . ثلاثة أنهار في مقدار وقت الليل ، واثنان في مقدار وقت النهار ، بما كانوا يفسدون في الدنيا . وقال الكلبي نحو هذا . قال الفقيه أبو الليث : حدثنا محمد بن الفضل . قال : حدثنا محمد بن جعفر . قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف ، عن عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن مرة ، عن عبد الله بن مسعود في قوله : { زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب } ، قال : أفاعي في النار . وعن ابن مسعود أيضاً قال : زيدوا عقارب في النار . أنيابها كالنخيل الطوال . وعن مجاهد أنه قال : في النار عقارب كالبغال ، أنيابهن كالرماح ، تضرب إحداهن على رأسه ، فيسقط لحمه على قدميه . وقال : يسألون الله تعالى المطر في النار ألف سنة ، ليسكن ما بهم من شدة الحر ، والغم ، فيظهر لهم سحابة ، فيظنون ، أنها تمطر عليهم ، فجعلت السحابة تمطر عليهم الغيث . فإذا هي تمطر عليهم بالحيات ، والعقارب . ويقال : يسلط عليهم الجوع . ويقال : الجرب . ويقال : الخوف .