بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا} (71)

{ فانطلقا } ، يعني : موسى والخضر ، وذلك أن موسى رد يوشع إلى بني إسرائيل وذهب موسى مع الخضر . { حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى السفينة } ؛ وذلك أنهما لما أتيا السفينة ، قال أهل السفينة ؛ لا يدخل علينا هذان الرجلان ، فإنا لا نعرفهما ونخاف على متاعنا منهما . فقال الملاح ؛ بل سيماهما سيما الزهاد ، فحملهما في السفينة بغير نول أي مجاناً . فأخذ الخضر فأساً لما ركب السفينة ، وجعل يثقب السفينة ويخرقها ، فقال أهل السفينة ؛ الله الله لا تخرق سفينتنا فتغرق . فقال موسى ؛ حملنا بغير نول وتخرق السفينة وتغرق أهلها ؟ فذلك قوله ؛ { حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى السفينة } { خَرَقَهَا } ، أي ثقبها . { قَالَ } موسى ؛ { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } . قرأ حمزة والكسائي { ***ليُغْرِقَ } بالياء والنصب { أَعِزَّةَ أَهْلِهَا } بضم اللام ، وقرأ الباقون بالتاء والضم وكسر الراء والنصب في اللام ؛ فمن قرأ برفع التاء فالأهل هو المفعول . { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } ، أي منكراً شديداً . قال القتبي : { أمْراً } أي داهية وكذلك { نُّكْراً } ، إلا أن النكر أشد استعظاماً بالعين وإنكاراً بالقلب .