فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا} (71)

{ فانطلقا } أي موسى والخضر على ساحل البحر يطلبان السفينة ومعهما يوشع ، وإنما لم يذكر في الآية لأنه تابع لموسى ؛ فالمقصود ذكر موسى والخضر وقال القشيري ؛ والأظهر أن موسى صرف فتاه لما لقي الخضر ، وقال أبو العباس : اكتفى بذكر المتبوع عن التابع ، فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهم فحملوهم بغير نول { حتى إذا ركبا في السفينة خرقها } قيل قلع لوحا من ألواحها وقيل لوحين مما يلي الماء بفأس لما بلغت اللجج ، وقيل خرق جدار السفينة ليعيبها ولا يتسارع الغرق إليها .

{ قال } موسى { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا } أي عظيما يقال أمر الأمر إذا كبر وعظم ، وإمر الاسم منه ، وقال أبو عبيدة : الإمر الداهية العظيمة ، وقال القتيبي : الإمر العجب ، وبه قال قتادة ، وقال الأخفش : أمر أمره يأمر إذا اشتد والاسم الإمر . وقال ابن عباس : أمرا نكرا . وعن مجاهد نحوه روى أن الماء لم يدخلها .

70