الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا} (71)

{ فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها } [ 70 ] .

أي : انطلق موسى والخضر يطلبان السفينة يركبانها فأصاباها فلما ركبا {[43200]} فيها خرق الخضر السفينة ، فأنكر ذلك موسى وقال : { خرقتها لتغرق {[43201]}أهلها لقد جئت شيئا إمرا } [ 70 ] .

أي : شيئا منكرا عظيما {[43202]} .

ويروى أن موسى عليه السلام حين رآه يخرق السفينة التزمه ، وذكره الصحبة ، وناشده الله والصحبة فأكب الآخر عليها يخرقها . فلما خرقها ودخل الماء فيها جلس موسى مهموما مخزونا وقال : { أخرقتها لتغرق أهلها } [ 70 ] الآية .

وقال : قتادة { إمرا } : عجبا {[43203]} . فأنكر عليه موسى ما رأى ، وذلك أنه لم يعلم أنه نبي . وقيل قد علم أنه نبي ولكن نسي . قال : أبو عبيدة {[43204]} إمرا : داهية {[43205]} .

وقيل : سمي الخضر خضرا لأنه كلما صلى في مكان اخضر ما حوله {[43206]} .

وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر خضرا لأنه جلس على ربوة بيضاء فاهتزت خضرا {[43207]} " .


[43200]:ق: "وركبا".
[43201]:ق: "ليغرق".
[43202]:وهو قول الزجاج، انظر معاني الزجاج 3/115.
[43203]:انظر قوله في غريب القرآن 269، وجامع البيان 15/284، والدر 5/425.
[43204]:انظر المصدر السابق.
[43205]:انظر قوله في جامع البيان 15/284.
[43206]:وهو قول مجاهد انظر معاني الزجاج 3/301، والجامع 11/12 والدر 5/420.
[43207]:الحديث أخرجه البخاري في الصحيح كتاب الأنبياء باب حديث الخضر رقم 3402، والترمذي في السنن، أبواب التفسير، تفسير سورة الكهف رقم 5159 وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب، وأحمد في المسند 2/312، وانظره في أحكام ابن العربي 3/1244، والجامع 11/12 والدر 5/420.