الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا} (71)

قوله : { لِتُغْرِقَ } : في اللام وجهان ، أحدُهما : هي لامُ العلة . والثاني : هي لامُ الصَّيْرورة . وقرأ الأخَوان : " ليَغْرَقَ " بفتح الياء مِنْ تحتُ وسكونِ الغين وفتحِ الراء ، " أهلُها " بالرفع فاعلاً . والباقون بضمِّ التاءِ مِنْ فوقُ وكسرِ الراء ، أي : لتُغْرِق أنت أهلَها بالنصب مفعولاً به . والحسن وأبو رجاء كذلك ، إلا أنَّهما شَدَّدا الراءَ .

والسفينة معروفةٌ ، وتُجمع على سُفُن وسَفائن نحو : صحيفة وصُحُف وصحائف . وتُحذف منها التاءُ مراداً بها الجمعُ ، فتكونُ اسمَ جنسٍ نحو : ثَمَرَ وبَلَح . إلا أنه هذا المصنوع قليلٌ جداً نحو : جَرَّة وجَرَّ ، وعِمامة وعِمام . قال الشاعر :

متى تَأْتيه تأتي لُجَ بَحْرٍ *** تقاذَفُ في غوارِبِه السَّفينُ

واشتقاقها مِن السَّفْنِ وهو القَشْر ؛ لأنها تقشُر الماءَ . كما سُمِّيَتْ " بِنْتَ مَخْرٍ " لأنها تَمْخُر الماء ، أي : تَشُقُّه .

قوله : " إمْراً " شيئاً عظيماً ، يقال : أَمِرَ الأَمْرُ ، أي : عَظُم وتفاقَمَ . قال :

داهِيَةً دَهْياءَ إمْراً ***