بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ جَدَلٗا} (54)

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } ، أي بيّنا { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هذا القرءان لِلنَّاسِ مِن كل مثل } ، أي من كل وجه ونوع ليتعظوا فلم يتعظوا ، ويقال : بينا من كل وجه يحتاجون إليه . { وَكَانَ الإنسان أَكْثَرَ شَىء جَدَلاً } من أمر الباطل ، يعني : من أمر البعث مثل أبيّ بن خلف وأصحابه .

قال الفقيه : حدثنا الخليل بن أحمد قال : حدثنا يحيى بن محمد الصاعد قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا محمد بن بشر قال ، للحجاج بن دينار قال ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ » . والدليل على أن الإنسان أراد به الكافر ما قال في سياق الآية { ويجادل الذين كَفَرُواْ بالباطل } الآية .