بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَـٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (197)

ثم قال عز وجل : { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ ءايَةً } بالتاء وضم الهاء ، وقرأ الباقون بالياء بلفظ التذكير { ءايَةً } بالنصب ، فمن قرأ بلفظ التذكير والنصب ، جعل { أَن يَعْلَمَهُ } اسم كان ، وجعل { ءايَةً } خبر كان ، والمعنى أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل على جهة المعنى . ومن قرأ بلفظ التأنيث والضم ، جعل { ءايَةً } هي الاسم ، { وَأَنْ * يَعْلَمْهُ } خبر تكن ، ومعنى القراءتين واحد ، وذلك أن كفار مكة بعثوا رسولاً إلى يهود المدينة ، وسألوهم عن بعثته فقالوا : هذا زمان خروجه ونعته كذا ، فنزل : { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ ءايَةً } يعني : لكفار مكة علامة { أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِى إسراءيل } يعني : إن هذا علامة لهم ليؤمنوا به .