فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَـٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (197)

{ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً ؟ } الهمزة للإنكار . والواو للعطف على مقدر ، كما تقدم مرارا ، والآية العلامة والدلالة أي . ألم تكن لهؤلاء أي لكفار مكة علامة دالة على أن القرآن حق ، وإنه تنزيل رب العالمين وأنه في زبر الأولين { أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ } على العموم ، أو من آمن منهم كعبد الله بن سلام ، وأسد ، وأسيد ، وثعلبة ، وابن يامين فهؤلاء الخمسة من علماء اليهود وقد حسن إسلامهم فإنهم يخبرون بذلك ، وإنما صارت شهادة أهل الكتاب حجة على المشركين لأنهم كانوا يرجعون إليهم ويصدقونهم . قال الزجاج المعنى أو لم بكن لهم علم علماء بني إسرائيل أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي حق ، علامة ودلالة على نبوته ، لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل كانوا يخبرون بوجود ذكره في كتبهم .

وكذا قال الفراء عن ابن عباس قال كان عبد الله بن سلام من علماء بني إسرائيل ، وكان من خيارهم ، فآمن بكتاب محمد فقال لهم الله أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل .