إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَوَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَـٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (197)

{ أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً } الهمزة للإنكارِ والنَّفيِ ، والواو للعطف على مقدَّرٍ يقتضيه المقامُ كأنَّه قيل : أغفلوا عن ذلك ولم يكن لهم آيةٌ دالَّةٌ على أنَّه تنزيلٌ من ربِّ العالمينَ وأنه في زُبُر الأوَّلينَ على أن لهم متعلق بالكون قُدِّم على اسمه وخبرهِ للاهتمام به أو بمحذوف هو حالٌ من آيةً قُدِّمت عليها لكونها نكرةً وآية خبر للكون قُدِّم على اسمهِ الذي هو قوله تعالى { أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إسرائيل } لما مرَّ مراراً من الاعتناءِ والتَّشويقِ إلى المؤخِّرِ أي أن يعرفوه بنعوتِه المذكورة في كُتبهم ويعرفُوا من أنزل عليه . وقرئ تكن بالتَّأنيثِ وجعلت آيةٌ اسماً وأن يعلمه خبراً وفيه ضعفٌ حيث وقع النَّكرةُ اسماً والمعرفة خبراً وقد قيل : في تكن ضمير القصَّةِ وآية أنْ يعلمَه جملة واقعة موقعَ الخبرِ ويجوزُ أن يكون لهم آيةٌ هي جملة الشَّأنِ وأن يعلمه بدلاً من آية ويجوز مع نصبِ آية تأنيث تكُن كما في قوله تعالى : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ } وقرئ تعلمُه بالتَّاءِ .