{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ } وذلك أن النصارى لما أخبرهم بالمثل في حق عيسى عليه السلام قالوا ليس كما تقول ، وهذا ليس بمثل ، فنزلت هذه الآية { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ } يعني خاصمك في أمر عيسى عليه السلام { مّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ العلم } أي من البيان في أمره { فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ } أي نخرج أبناءنا وأبناءكم { و } نخرج { وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ } يعني نحن بأنفسنا ، ويقال : إخواننا ونجتمع في موضع { ثُمَّ نَبْتَهِلْ } أي نلتعن . وقال مقاتل : يعني نخلص في الدعاء . ويقال : هي المبالغة في الدعاء والتضرع { فَنَجْعَل لَّعْنَةَ الله عَلَى الكاذبين } فواعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يخرجوا للملاعنة ، فجعلوا وقتاً للخروج ، وتفرقوا على ذلك ، ثم ندموا ، فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذ بيد الحسن والحسين ، وخرج معه علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، فلما اجتمعوا في الموضع الذي واعدهم ، طلب منهم الملاعنة ، فقالوا نعوذ بالله ، فقال لهم : « إِمَّا أَنْ تُلْعَنُوا ، وَإِمَّا أَنْ تُسْلِمُوا ، وَإِمَّا أَنْ تُؤَدُّوا الجِزْيَةَ » ، فقبلوا الجزية ، وصالحوه بأن يؤدوا كل سنة ألفي حلة ، ألف حلة في المُحَرَّم ، وألف حلة في رجب ، وأَمَّرَ عليهم أبا عبيدة بن الجراح ، ورجعوا ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « لَوْ أَنَّهُمُ الْتَعَنُوا لَهَلَكُوا كُلُّهُمْ حَتَّى العَصَافِيرُ فِي سُقُوفِ الحِيطَانِ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.