ثم قال تعالى حكاية عن كفار قومه : { وَمَكَرُواْ } يعني أرادوا قتل عيسى عليه السلام { وَمَكَرَ الله } تعالى ، أي جازاهم جزاء المكر { والله خَيْرُ الماكرين } لأن مكرهم جَوْرٌ ومكر الله عَدْل . قال الكلبي : وذلك أن اليهود اجتمعوا على قتل عيسى ، فدخل عيسى عليه السلام البيت هارباً منهم ، فرفعه جبريل من الكوَّة إلى السماء . كما قال في آية أخرى ، { وأيدناه بِرُوحِ القدس } فقال ملكهم لرجل خبيث يقال له يهوذا : ادخل عليه ، فاقتله ، فدخل الرجل الخوخة ، فلم يجد هناك عيسى ، وألقى الله عليه شبه عيسى عليه السلام فلما خرج رأوه على شبه عيسى ، فأخذوه وقتلوه وصلبوه ، ثم قالوا : وجهه يشبه وجه عيسى ، وبدنه يشبه بدن صاحبنا فإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ، وإن كان هذا صاحبنا ، فأين عيسى ، فوقع بينهم قتال ، فقتل بعضهم بعضاً ، فلما خرجوا رأوه على بيت ، فذلك قوله : { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله والله خَيْرُ الماكرين } قال الضحاك : وكانت القصة أن اليهود خذلهم الله تعالى لما أرادوا قتل عيسى عليه السلام اجتمع الحواريون في غرفة ، وهم اثنا عشر رجلاً ، فدخل عليهم المسيح من مشكاة الغرفة فأخبر إبليس جميع اليهود ، فركب منهم أربعة آلاف رجل ، فأحدقوا بالغرفة . فقال المسيح للحواريين : أيكم يخرج فَيُقْتَلُ وهو معي في الجنة ؟ فقال رجل منهم : أنا يا نبي الله ، فألقى إليه مدرعة من صوف ، وعمامة من صوف ، وناوله عكازه ، فألقي عليه شبه عيسى عليه السلام فخرج على اليهود فقتلوه وصلبوه ، وأما المسيح ، فكساه الله الريش ، وألبسه النور ، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، فطار في الملائكة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.