بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

قوله عز وجل : { ثُمَّ كَانَ عاقبة الذين أَسَاءواْ } يعني : آخر أمر الذين أشركوا { السوأى } يعني : العذاب ، فيجوز أن تكون { ثم } على معنى التأخير ، ويجوز أن يكون معناه : ثم هذا كان عاقبة الذين . قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو { عاقبة } بالضّمّ ، وقرأ الباقون بالنصب ، فمن قرأ بالضم جعله اسم كان ، وجعل { السوء } خبر كان . ومن قرأ بالنصب ، جعل العاقبة خبر كان ، والسوء اسم كان ، ومعنى القراءتين يرجع إلى شيء واحد ، يعني ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله عزَّ وجلَّ . والسوء هاهنا جهنم ، كما أن الحسنى الجنة .

ثم قال : { أن كذبوا بآيات الله } يعني : عاقبتهم جهنم ، لأنهم كذبوا بآيات الله ما جاءت بها الرسل { وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ } يعني : بآيات الله .