الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

قرىء «عاقبة » بالنصب والرفع . و { السواأى } تأنيث الأسوأ وهو الأقبح ، كما أنّ الحسنى تأنيث الأحسن . والمعنى : أنهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ، ثم كانت عاقبتهم سوأى ؛ إلا أنه وضع المظهر موضع المضمر ، أي : العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة ، وهي جهنم التي أعدّت للكافرين . و { أَن كَذَّبُواْ } بمعنى لأن كذبوا . ويجوز أن يكون أن بمعنى : أي ؛ لأنه إذا كان تفسير الإساءة التكذيب والاستهزاء كانت في معنى القول ، نحو : نادى . وكتب ، وما أشبه ذلك . ووجه آخر : وهو أن يكون { أساءوا السواأى } بمعنى اقترفوا الخطيئة التي هي أسوأ الخطايا ، و { أَن كَذَّبُواْ } عطف بيان لها ، وخبر كان محذوف كما يحذف جواب لما ولو ، إرادة الإبهام .