غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

1

قال أهل السنة : هذا الوضع كان بمشيئة الله وإرادته لكنه صدر عنهم فأضيف إليهم { والسوأى } تأنيث الأسوا وهو الأقبح وهي خبر " كان " فيمن قرأ { عاقبة } بالرفع واسم " كان " فيمن قرأ { عاقبة } بالنصب . و " ثم " لتفاوت الرتبة ، وفي التركيب وضع للمظهر موضع المضمر . والمعنى أنهم أهلكوا ثم كانت عاقبتهم السوأى وهي عذاب النار . و { أن كذبوا } المعنى لأن " أو " بأن كذبوا أو هو تفسير أسائوا على أن الإساءة في معنى القول نحو : نادى وكتب معناه أي كذبوا وجوز جار الله أن يكون السوأى مفعول { أسائوا } و { أن كذبوا } عطف بيان لها ، وخبر " كان " محذوف إرادة الإبهام ليذهب الوهم كل مذهب فيكون تقدير الكلام . ثم كان عاقبة الذين اقترفوا الخطيئة التي هي أسوأ الخطايا أن كذبوا كذا وكذا مما لا يكتنه كنهه . قال أهل التحقيق : ذكر الزيادة في حق المحسن في قوله { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] ولم يذكر في الحق المسيء لأن جزاء سيئة سيئة بمثلها ، وذكر السبب في العقوبة وهو قوله { أن كذبوا } ولم يذكره في الآية ليعلم أن إحسانه لا يتوقف على السبب بل فضله كافٍ فيه .

/خ32