قوله : «عَاقِبَةُ الَّذِينَ » قرأ نافعٌ ، وابنُ كثيرٍ ، وأبو عمروٍ بالرفع{[41853]} ، والباقون بالنصب ، فالرفع على أنها اسم كان{[41854]} ، وذكر الفعل لأن التأنيث مجازي ، وفي الخبر حينئذ وجهان :
أحدهما : «السوءى » أي الفعلة السوءى والخَصْلَةُ السوءى .
والثاني : «أَنْ كَذَّبُوا » أي كان آخر أمرهم التكذيب فعلى الأول يكون في «أَنْ كَذَّبُوا » وجهان :
أحدهما : أنه على إسقاط الخافض إما لام العلة أي لأن كذبوا ، وإما باء السببية أي بأن كذبوا فلما حذف الحرف{[41855]} جرى القولان المشهوران بين{[41856]} الخليل وسيبويه في محل «أَنْ »{[41857]} .
والثاني : أنه بدل من «السُّوءَى » أي ثم كان عاقبتهم التكذيب ، وعلى الثاني يكون «السوءى » مصدراً «لأساءوا » أو يكون نعتاً لمفعول محذوف أي أساء والفعلةَ السُّوءَى ، و «السوءى » تأنيث «لِلأَسْوَأ »{[41858]} . وجوز بعضهم{[41859]} أن يكون خبر كان محذوفاً للإبهام ، و «السوءى » إما مصدر وإما مفعول كما تقدم أي اقْتَرَفُوا الخَطِيئَةَ السُّوءَى ؛ أي كان عاقبتهم الدّمار . وأما النصب{[41860]} فعلى خبر كان ، وفي الاسم وجهان :
أحدهما : «السوءى » إن كانت الفعلة السوءى عاقبةَ المُسِيئينَ ، و «أَنْ كَذَّبُوا » على ما تقدم .
الثاني : أن الاسم «أَنْ كَذَّبُوا » و «السُّوءَى » على ما تقدم . المعنى : ثم كان عاقبة الذين أساءُوا السُّوءى يعني : الخلة التي تسوؤهم وهي النار ( وهي ){[41861]} السُّوءَى اسم لجهنم كما أن الحُسْنَى اسم للجنة «أن كذبوا » أي لأن كذبوا ، وقيل : تفسير «السوءى » ما بعده ، وهو قوله : «أَنْ كَذَّبُوا » يعني : ثم كان عاقبة المسيئين التكذيب حَمَلَهُمْ تلك السيئات على أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.