فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

{ ثم كان عاقبة الذين أساءوا } أي : عملوا السيئات من الشرك والمعاصي { السوآى } هي فعلى من السوء تأنيث الأسوأ ، وهو الأقبح ، أي كان عاقبتهم العقوبة التي هي أسوأ العقوبات . وقيل : هي اسم لجهنم كما أن الحسنى اسم للجنة أو مصدر كاليسرى ، والذكرى ، وصفت به العقوبة مبالغة ، وقرئ عاقبة بالرفع على أنها اسم كان ، والخبر السوآى أي الفعلة أو الخصلة أو العقوبة السوآى ، ومن القائلين بأن السوآى جهنم ، الفراء والزجاج وابن قتيبة ، وأكثر المفسرين . سميت سوآى لأنها تسوء صاحبها .

{ أن كذبوا } أي : لأن كذبوا { بآيات الله } التي أنزلها على رسوله ، أو بأن كذبوا ، قال الزجاج : المعنى ثم كان عاقبة الذين أشركوا تكذيبهم بآيات الله واستهزاؤهم بها { وكانوا بها يستهزئون } عطف على كذبوا ، داخل معه حكم العلية أو في حكم الاسمية لكان أو الخبرية لهما .