بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ} (47)

ثم قال عز وجل : { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر كفار مكة أن لا يؤذوا أقرباءه فكفوا عن ذلك فنزل { ذَلِكَ الذي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المودة في القربى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ } [ الشورى : 23 ] فكفوا عن ذلك . ثم سمعوا بذكر آلهتهم فقالوا : لا تنظرون إليه ينهانا عن إيذاء أقربائه . وسألناه أن لا يؤذينا في آلهتنا فلا يمتنع فنزل { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } إن شئتم آذوهم ، وإنْ شئتم امتنعتم . { إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الله } فهو الحافظ والناصر { وَهُوَ على كُلّ شيء شَهِيدٍ } بأني نذير وما بي جنون .