غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ} (47)

22

وحين ذكر أنه ما به جنة ليلزم منه كونه نبياً ذكر وجهاً آخر يلزم منه صحة نبوّته وهو قوله : { ما سألتكم من أجر } الآية . وتقريره أن العاقل لا يركب العناء الشديد إلا لغرض عاجل وهو غير موجود ههنا بل كل أحد يعاديه ويقصده بالسوء ، أو لغرض آجل ولا يثبت إلا على تقدير الصدق فإن الكاذب معذب في الآخرة لا مثاب . هذا إذا أريد بقوله { فهو لكم } نفي سؤال الآخر رأساً كما يقول الرجل لصاحبه : إن أعطيتني شيئاً فخذه وهو لم يعطه شيئاً . ويحتمل أن يراد بالأجر قوله { لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى } [ الشورى : 23 ] وقوله { ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً } [ الفرقان : 57 ] لأن المودة في القربى قد انتظمته وإياهم وكذا اتخاذ السبيل إلى الله عز وجل فيه نصيبهم ونفعهم . { وهو على كل شيء شهيد } يعلم أني لا أطلب الأجر على نصحكم أو يعلم أن فائدة النصح تعود عليكم .

/خ54