الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ} (47)

قوله : { مَا سَأَلْتُكُم } : في " ما " وجهان ، أحدُهما : أنَّها شرطيةٌ فتكونُ مفعولاً مقدماً ، و " فهو لكم " جوابُها . الثاني : أنها موصولَةٌ في محلِّ رفع بالابتداءِ ، والعائدُ محذوفٌ أي : سَأَلْتُكموه . والخبر " فهو لكم " . ودخَلَتِ [ الفاءُ ] لِشَبَهِ الموصولِ بالشرط . والمعنى يحتمل أنَّه لم يَسْأَلْهم أجراً البتةَ ، كقولك : " إنْ أَعْطَيْتَني شيئاً فَخُذْه " مع عِلْمِك أنه لم يُعْطِك شيئاً . ويُؤَيِّدُه { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ } ويُحْتمل أنه سألهم شيئاً نَفْعُه عائدٌ عليهم ، وهو المرادُ بقوله : { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [ الشورى : 23 ] .