السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ} (47)

ولما انتفى عنه بهذا ما تخيلوا به بقي إمكان أن يكون لغرض أمر دنيوي فنفاه بقوله تعالى : { قل } أي : لهم يا أشرف الخلق { ما } أي : مهما { سألتكم من أجر } أي : على دعائي لكم من الإنذار والتبليغ { فهو لكم } أي : لا أريد منه شيئاً وهو كناية عن أني لا أسألكم على دعائي لكم إلى الله تعالى أجراً أصلاً بوجه من الوجوه فإذا ثبت أن الدعاء ليس لغرض دنيوي ، وأن الداعي أرجح الناس عقلاً ثبت أن الذي حمله على تعريض نفسه لتلك الأخطار العظيمة إنما هو أمر الله تعالى الذي له الأمر كله { إن } أي : ما { أجري } أي : ثوابي { إلا على الله } أي : الذي لا أعظم منه فلا ينبغي لذي همة أن يطلب شيئاً إلا من عنده { وهو } أي : والحال أنه { على كل شيء شهيد } أي : حفيظ مهيمن بليغ العلم بأحوالي فيعلم صدقي وخلوص نيتي ، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص أجرى في الوصل بفتح الياء ، والباقون بالسكون .