اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ} (47)

قوله : { قُلَ مَا سألتُكُمْ مِنْ أجْرٍ } في «ما » وجهان :

أحدهما : أنها شرطية فيكون مفعولاً مقدماً و «فهُوَ لَكُمْ » جوابها{[44827]} .

والثاني : أنها موصولة في محل رفع بالابتداء والعائد محذوف أي سأَلْتُكُمُوهُ والخبر : «فَهُوَ لَكُمْ »{[44828]} ودخلت الفاء لشبه الموصول بالشرط والمعنى يحتمل أنه لم يسألهم أجراً البتة كقولك : إن أعْطَيْتَنِي شيئاً فخذه مع عملك أي لم يُعْطِكَ شيئاً وقول القائل : ما لي من هذا فقد وهبته لك يريد ليس لي فيه شيء . ويؤيده : { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الله } ويحتمل أنه سألهم شيئاً نفعُه عائدٌ عليهم وهو المراد بقوله : { إِلاَّ المودة فِي القربى } [ الشورى : 23 ] «إنْ أَجْرِيَ » ما ثوابي { إلا على الله وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٍ } .


[44827]:قال بذلك الزمخشري في الكشاف 3/295 قال: "فهو لكم" جزاء الشرط الذي هو قوله: "ما سألتكم من أجر" تقديره : أي شيء سألتكم من أجر فهو لكم كقوله تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} وانظر: الدر المصون 4/455.
[44828]:المرجعان السابقان والبحر المحيط 7/291 وهما بالمعنى من الكشاف والبحر وباللفظ من الدر المصون.