بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (56)

{ إِنَّ الذين يجادلون في آيات الله } قال الكلبي ومقاتل : يعني : اليهود ، والنصارى ، كانوا يجادلون في الدجال . وذلك أنهم كانوا يقولون : إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان ، وله سلطان ، فيخوض البحر ، وتجري معه الأنهار ، ويرد علينا الملك . فنزل : { إِنَّ الذين يجادلون في آيات الله } يعني : في الدجال . لأن الدجال آية من آيات الله ، { بِغَيْرِ سلطان } أي : بغير حجة { أتاهم } من الله . { إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم ببالغيه } أي : ما في قلوبهم إلا عظمة { مَّا هُم ببالغيه } يعني : ما هم ببالغي ذلك الكبر الذي في قلوبهم ، بأن الدجال منهم . وقال القتبي : إِنْ في صُدُورِهِمْ إِلاَّ تكبراً على محمد صلى الله عليه وسلم ، وطمعاً أن يغلبوه ، وما هم ببالغي ذلك . وقال الزجاج : معناه وما هم ببالغي إرادتهم ، وإرادتهم دفع آيات الله . وروى أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية قال : إن اليهود ذكروا الدجال ، وعظموا أمره ، فنزل : { إِنَّ الذين يجادلون في آيات الله } يعني : إن الدجال من آيات الله { فاستعذ بالله } من فتنة الدجال ، فإنه ليس ثم فتنة أعظم من فتنة الدجال . { إِنَّهُ هُوَ السميع } لقول اليهود ، { البصير } يعني : العليم بأمر الدجال . ويقال : { السميع } لدعائك ، { البصير } برد فتنة الدجال عنك .