النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (56)

قوله عز وجل : { إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم } أي بغير حجة جاءتهم .

{ إن في صدورهم إلا كبرٌ ما هم ببالغيه } فيه قولان :

أحدهما : أن الكبر العظمة التي في كفار قريش ، ما هم ببالغيها ، قاله مجاهد .

الثاني : ما يستكبر من الاعتقاد وفيه قولان :

أحدهما : هو ما أمله كفار قريش في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه أن يهلك ويهلكوا ، قاله الحسن .

الثاني : هو أن اليهود قالوا إن الدجال منا وعظموا أمره ، واعتقدوا أنهم يملكون وينتقمون ، قاله أبو العالية .

{ فاستعذ بالله } من كبرهم .

{ إنه هو السميع } لما يقولونه { البصير } بما يضمرونه .