{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ } عام في كل مجادل وإن نزل في مشركي مكة ، قاله أبو السعود { فِي آَيَاتِ اللَّهِ } أي القرآن { بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } أي بغير حجة ظاهرة واضحة جاءتهم من جهة الله سبحانه تقييدا لمجادلة بذلك مع استحالة إتيانه للإيذان بأن المتكلم في أمر الدين لابد من استناده إلى سلطان مبين .
{ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ } أي ما في قلوبهم إلا تكبر عن الحق يحملهم على تكذيبك { مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ } صفة لكبر : قال الزجاج : بالغي إرادتهم فيه فجعله على حذف المضاف ، وقال غيره بالغي كبرهم . وقال ابن قتيبة : كبر أي تكبر على محمد صلى الله عليه وسلم وطمع أن يبلغوه وما هم ببالغي ذلك ، وقيل : المراد بالكبر الأمر الكبير ، أي يطلبون النبوة ويطلبون أمرا كبيرا يصلون به إليك من القتل ونحوه ، ولا يبلغون ذلك . وقال مجاهد معناه في صدورهم عظمة ما هم ببالغيها ، والمراد بهذه الآية المشركون ، وقيل اليهود .
عن أبي العالية قال : ( إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ، ويكون من أمره فعظموا أمره ، وقالوا يصنع كذا ويصنع كذا ، فأنزل الله هذه الآية . قال : لا يبلغ الذي يقول ، فاستعذ بالله ، فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال ، لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الدجال ، أخرجه عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، قال السيوطي : بسند صحيح ، وعن كعب الأحبار قال : هم اليهود نزلت فيهم ، فيما ينتظرونه من أمر الدجال . وقال مجاهد { إلا كبر } أي عظمة قريش ، ثم أمره الله سبحانه بأن يستعيذ بالله من شرورهم فقال :
{ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } أي فالتجئ إليهم من شرهم ، وكيدهم ، وبغيهم عليك { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ } لأقوالهم { الْبَصِيرُ } بأفعالهم لا تخفى عليه من ذلك خافية
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.