الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَٰدِلُونَ فِيٓ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ سُلۡطَٰنٍ أَتَىٰهُمۡ إِن فِي صُدُورِهِمۡ إِلَّا كِبۡرٞ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِۚ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (56)

ثم قال تعالى : { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم }{[59782]} أي : يخاصمونك يا محمد{[59783]} فيما أتيتهم به من عند ربك من الآيات بغير حجة أتتهم في مخاصمتك .

{ إن في صدورهم إلا كبر } أي : ما في صدورهم إلا كبر يتكبرون من أجله عن اتباعك وقبول ما جئتهم به حسدا وتكبرا .

ٍ{ ما هم ببالغيه } أي : ليس ببالغين الفضل الذي أتاك الله عز وجل فحسدوك عليه .

وقيل : المعنى : ما في صدورهم إلا عظمة ، ما هم ببالغين تلك العظمة ، لأن الله عز وجل مذلهم ومخزيهم ، قاله مجاهد{[59784]} .

وقال الزجاج : معناه : ما هم ببالغين إرادتهم في محمد{[59785]} صلى الله عليه وسلم . مثل رسل{[59786]} القرية{[59787]} .

وقيل : المعنى : ما هم ببالغين الكبر{[59788]} .

فالمعنى : إنهم{[59789]} قوم رأوا أن اتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم نقص لجاههم ومخالفته رفعة{[59790]} لهم ، فأعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أنهم لا يبلغون الارتفاع الذي قصدوه بالتكذيب .

ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فاستعذ بالله } أي : تعوذ يا محمد بالله من شرهم وبغيهم وحسدهم ، وذلك أنها نزلت في اليهود .

قال قتادة : معناه : فاستجر بالله يا محمد من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ، من كبرهم .

{ إنه هو السميع البصير } أي : السميع لما يقولون ، البصير بأعمالهم .


[59782]:ساقط من (ح).
[59783]:ساقط من (ح).
[59784]:انظر: تفسير مجاهد 2/566، وجامع البيان 24/50، وجامع القرطبي 15/235.
[59785]:انظر: معاني الزجاج 4/377.
[59786]:(ت): واسئل.
[59787]:انظر: إعراب النحاس 4/39.
[59788]:انظر: مشكل إعراب القرآن 2/638.
[59789]:(ت): النعم.
[59790]:(ت): رفيعة.