ثم قال تعالى : { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم }{[59782]} أي : يخاصمونك يا محمد{[59783]} فيما أتيتهم به من عند ربك من الآيات بغير حجة أتتهم في مخاصمتك .
{ إن في صدورهم إلا كبر } أي : ما في صدورهم إلا كبر يتكبرون من أجله عن اتباعك وقبول ما جئتهم به حسدا وتكبرا .
ٍ{ ما هم ببالغيه } أي : ليس ببالغين الفضل الذي أتاك الله عز وجل فحسدوك عليه .
وقيل : المعنى : ما في صدورهم إلا عظمة ، ما هم ببالغين تلك العظمة ، لأن الله عز وجل مذلهم ومخزيهم ، قاله مجاهد{[59784]} .
وقال الزجاج : معناه : ما هم ببالغين إرادتهم في محمد{[59785]} صلى الله عليه وسلم . مثل رسل{[59786]} القرية{[59787]} .
وقيل : المعنى : ما هم ببالغين الكبر{[59788]} .
فالمعنى : إنهم{[59789]} قوم رأوا أن اتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم نقص لجاههم ومخالفته رفعة{[59790]} لهم ، فأعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أنهم لا يبلغون الارتفاع الذي قصدوه بالتكذيب .
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : { فاستعذ بالله } أي : تعوذ يا محمد بالله من شرهم وبغيهم وحسدهم ، وذلك أنها نزلت في اليهود .
قال قتادة : معناه : فاستجر بالله يا محمد من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ، من كبرهم .
{ إنه هو السميع البصير } أي : السميع لما يقولون ، البصير بأعمالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.