بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

قوله تعالى : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ الساعة } يعني : لا يعلم قيام الساعة أحد إلا الله . يعني : يرد الخلق كلهم علم قيام الساعة إلى ربهم . { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثمرات مّنْ أَكْمَامِهَا } يعني : من أجوافها . يعني : حين تطلع ، وغلاف كل شيء كمه أي : تخرج من موضعها الذي كانت فيه . قرأ نافع ، وابن عامر ، وعاصم ، في إحدى رواية حفص : { مِن ثمرات } بلفظ الجمع . والباقون : { مِن ثَمْرَةٍ } بلفظ الواحد .

ثم قال : { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } يعني : إلا وهو يعلمه ، ولا يعلم أحد قبل الولادة ، قبل صفته ، ولا يعلم أحد بعد وضعه ، كم أجله . { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } يعني : يدعوهم ، { أَيْنَ شُرَكَائِي } يعني : الذين كنتم تدعون من دون الله ، { قَالُواْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } يعني : أعلمناك ، وقلنا لك : { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } يعني : يشهد بأن لك شريك تبرؤوا من أن يكون مع الله شريك . وقالوا : ما منا من أحد يشهد لك أنه عبد أحد دونك . وقال القتبي : هذا قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا { ما منا من شهيد } لهم كما قالوا . وادعوه في الدنيا فينا .