بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا جَآءُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِٱلۡكُفۡرِ وَهُمۡ قَدۡ خَرَجُواْ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكۡتُمُونَ} (61)

ثم قال : { وَإِذَا جاءوكم قَالُواْ آمَنَّا } وهم المنافقون من أهل الكتاب . قالوا : صدقنا ووجدنا نعتك . وأرادوا بذلك أن يمدحهم المسلمون ، وهذا كقوله { لاَ تَحْسَبَنَّ الذين يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ العذاب وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران : 188 ] فأخبر الله تعالى عن حالهم فقال : { وَقَدْ دَّخَلُواْ بالكفر وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ } يعني : هم كافرون في الأحوال كلها ، ولا ينفعهم ذلك القول : { والله أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } يعني : عليم بمجازاتهم وهذا تهديد لهم .