فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا جَآءُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِٱلۡكُفۡرِ وَهُمۡ قَدۡ خَرَجُواْ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكۡتُمُونَ} (61)

{ وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } كان هؤلاء اليهود والنصارى المكرة قد مردوا على النفاق ، فإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ، ويدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم يظهرون الإسلام والله يعلم أنهم دخلوا على الكفر ، وخرجوا وهم مقيمون عليه ، فويل لهم : ( ويل لكل أفاك أثيم . يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم . وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) ( {[1806]} ) ؛ ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ) ( {[1807]} ) .

{ والله أعلم بما كانوا يكتمون } والإله المعبود بحق سبحانه محيط علما بما أضمروه من نفاق ، وما أخفوه من غيظ وأضغان ، وهو مجازيهم بما انطوت عليه نفوسهم الغادرة من مخاتلة ومخادعة : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ) ( {[1808]} ) .


[1806]:من سورة الجاثية. الآيات:9،8،7.
[1807]:من سورة آل عمران. الآية 72.
[1808]:من سورة النساء. الآية 145.