تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا جَآءُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِٱلۡكُفۡرِ وَهُمۡ قَدۡ خَرَجُواْ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكۡتُمُونَ} (61)

وقوله تعالى : { وإذا جاءوكم قالوا ءامنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } قيل : إن الآية في اليهود ، وقيل : إنها في المنافقين ، وهي في المنافقين أشبه ؛ ذكر أنهم كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرون الموافقة له ، ويخبرونه أنهم يجدون بعثه صلى الله عليه وسلم وصفته في كتبهم ، ويضمرون الخلاف له في السر ، ويهزؤون به . فقال عند ذلك : { وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به } أخبر تعالى عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أنهم دخلوا بالكفر لأنهم يقولون ذلك استهزاء ، وعلى ذلك خرجوا .

ففيه دلالة إثبات رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عما أضمروا ليعلموا أنه إنما علم ذلك بالذي يعلم الغيب مع علمهم أنه لا يعلم إلا الله ، والله أعلم بما كانوا يكتمون ، ويضمرون من الكفر والهزء .