بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (25)

ثم قال : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات } يعني : بالأمر ، والنهي ، والحلال ، والحرام ، { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب } يعني : أنزلنا عليهم الكتاب ليعلموا أمتهم { والميزان } يعني : العدل . ويقال : هو الميزان بعينه ، أنزل على عهد نوح عليه السلام { لِيَقُومَ الناس بالقسط } يعني : لكي يقوم الناس { بالقسط } يعني : بالعدل { وَأَنزْلْنَا الحديد } يعني : وجعلنا الحديد { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } يعني : فيه قوة شديدة في الحرب . وعن عكرمة أنه قال : { وَأَنزْلْنَا الحديد } يعني : أنزل الله تعالى الحديد لآدم عليه السلام ، العلاة ، والمطرقة ، والكلبتين فيه بأس شديد .

ثم قال عز وجل : { ومنافع لِلنَّاسِ } يعني : في الحديد { منافع لِلنَّاسِ } مثل السكين ، والفأس ، والإبرة . يعني : من معايشهم . { وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ } يعني : ولكن يعلم الله من ينصره على عدوه { وَرُسُلَهُ بالغيب } بقتل أعدائه كقوله : { إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ } ويقال : لكي يرى الله من استعمل هذا السلام في طاعة الله تعالى ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بالغيب . يعني : يصدق بالقلب { إِنَّ الله قَوِىٌّ } في أمره { عَزِيزٌ } في ملكه .