بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (11)

ثم قال عز وجل : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ } يعني : ما أصاب بني آدم من شدة ومرض وموت الأهلين ، { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } يعني : إلا بإرادة الله تعالى وبعلمه . { وَمَن يُؤْمِن بالله } يعني : يصدق بالله على المصيبة ، ويعلم أنها من الله تعالى ، { يَهْدِ قَلْبَهُ } يعني : إذا ابتلي صبر ، وإذا أنعم عليه شكر ، وإذا ظلم غفر . وروي ، عن علقة بن قيس : أن رجلاً قرأ عنده هذه الآية ، فقال : أتدرون ما تفسيرها ؟ وهو أن الرجل المسلم ، يصاب بالمصيبة في نفسه وماله ، يعلم أنها من عند الله تعالى ، فيسلم ويرضى . ويقال : { مَن يُؤْمِنُ بالله يَهْدِ قَلْبَهُ } للاسترجاع يعني : يوفقه الله تعالى لذلك . { والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } أي : عالم بثواب من صبر على المصيبة .